البحر الأحمر

رحلة علمية تكشف تنوعاً أحيائياً غير مسبوق في البحر الأحمر

November 11, 20252 min read

رحلة علمية تكشف تنوعاً أحيائياً غير مسبوق في البحر الأحمر

الإتحاد العربي للإعلام السياحي-اكتشف باحثون سعوديون تنوعاً أحيائياً غير مسبوق في مياه البحر الأحمر، بعد دراسة علمية دقيقة استخدمت أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي البيئي المستخلص من عينات المياه والرواسب، في خطوة تمثل تحولاً كبيراً في فهم النظم البيئية البحرية بالمملكة والمنطقة.

جاء هذا الإنجاز ضمن مشروع “رحلة العقد للبحر الأحمر” الذي يشرف عليه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، حيث أُجري تحليل شامل لأكثر من ألفي عينة من مياه البحر والرواسب بهدف بناء قاعدة بيانات جينية شاملة، تكشف عن التنوع البيولوجي الفريد الذي يميز هذا البحر الحيوي.

وأوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن نتائج الدراسة أظهرت وجود أنواع جديدة محتملة من الكائنات البحرية، من بينها قشريات طفيلية وعدة ديدان بحرية تعيش في الأعماق، بالإضافة إلى مجتمعات ميكروبية تلعب دوراً محورياً في تدوير المغذيات وإنتاج الميثان، وهي نتائج غير مسبوقة في المنطقة.

وتركزت أهداف المشروع على تعزيز فهم الأنظمة البيئية المعقدة في البحر الأحمر، بما في ذلك الشعاب المرجانية ومروج الحشائش البحرية وبيئات المياه العميقة، إلى جانب دعم خطط الحماية والمحافظة على الكائنات والموائل الطبيعية، بما يواكب توجهات المملكة نحو التنمية البيئية المستدامة.

واعتمد الفريق البحثي على تقنيات متقدمة لتحليل الحمض النووي البيئي باستخدام التسلسل عالي الإنتاجية، وهي طريقة تسمح بتتبع البصمة الجينية لمختلف الكائنات الحية، وتحديد أماكن توزعها بدقة، سواء في المناطق الساحلية أو في أعماق البحر المفتوح، ما أتاح فهماً أعمق لكيفية تغير الأنماط الحيوية وفق العوامل البيئية.

وكشفت الدراسة أن أنماط توزيع الكائنات البحرية تختلف تبعاً للعمق وخط العرض، حيث لوحظت فروقات واضحة بين التجمعات الساحلية وتلك التي تعيش في المياه البعيدة، وهو ما يساعد على رسم خريطة بيئية متكاملة للبحر الأحمر، يمكن أن تُستخدم لاحقاً في تقييم تأثيرات التغير المناخي والتلوث.

وأسفرت الدراسة عن توليد أكثر من 12.8 مليار تسلسل جيني، لتصبح بذلك أكبر قاعدة بيانات جينية للتنوع الأحيائي في تاريخ أبحاث البحر الأحمر، حيث سجل الباحثون أكثر من 1,023 عائلة من الكائنات حقيقية النوى و56 نوعاً من شعبة الحبليات، والتي تشمل الأسماك والفقاريات البحرية.

وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن نتائج هذه الدراسة تمثل نقلة نوعية في مجال حماية البيئة البحرية، مشيراً إلى أن إنشاء قاعدة بيانات جينية متكاملة يتيح تتبع التغيرات في توزيع الأنواع وتنوعها مع مرور الزمن، كما يوفّر معلومات علمية دقيقة لمواجهة آثار التلوث وتدهور الموائل.

وأضاف قربان أن هذه النتائج ستسهم في تحديد المناطق الأكثر أهمية للتنوع الأحيائي البحري، وتعزيز التخطيط لإنشاء المحميات البحرية في البحر الأحمر، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، مؤكداً أن هذا المشروع العلمي يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والاقتصادية.

كما دمجت الدراسة بين البيانات الجينية والقياسات البيئية التي جُمعت خلال الرحلة العلمية، لتطوير أداة تحليل متقدمة تساعد على رصد التغيرات البيئية وتقييم آثار الأنشطة البشرية والتغير المناخي على التنوع الأحيائي، مما يجعل البحر الأحمر نموذجاً عالمياً في الأبحاث البيئية المستدامة.

Back to Blog

Copyrights 2025 | قادة السياحة™ | Terms & Conditions