
الوجهات الساحلية في نيوم.. المستقبل بدأ
الوجهات الساحلية في نيوم.. المستقبل بدأ
سائح-على سواحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة العربية السعودية، تتشكل ملامح مستقبل جديد للسياحة العالمية. هناك، في مشروع نيوم الطموح، تتجسد الرؤية السعودية 2030 في أبهى صورها، حيث تمتزج التقنية بالطبيعة، والفخامة بالاستدامة. لم تعد نيوم مجرد فكرة عن مدينة ذكية، بل أصبحت واقعًا يتطور يومًا بعد يوم، خاصة في وجهاتها الساحلية التي تعد من أبرز المشاريع السياحية القادمة في المنطقة. هذه السواحل، التي تمتد على أكثر من 400 كيلومتر من المياه الفيروزية والشعاب المرجانية النقية، تحمل وعدًا بمستقبل سياحي فريد لا يشبه أي مكان آخر في العالم.
سندالة: أول جزيرة فاخرة في البحر الأحمر
تُعد جزيرة سندالة أولى وجهات نيوم الساحلية التي تُفتتح رسميًا أمام الزوار، وهي تعكس جوهر رؤية المشروع نحو سياحة بحرية راقية ومستدامة. تمتاز الجزيرة بتصميم معماري مذهل يجمع بين الفخامة الحديثة والانسجام مع البيئة البحرية المحيطة. وتضم مراسي لليخوت الفاخرة، وفنادق من فئة الخمس نجوم، ونوادي شاطئية راقية، ومطاعم عالمية يقودها أشهر الطهاة. تهدف سندالة إلى أن تكون مركزًا عالميًا للرفاهية في البحر الأحمر، على غرار جزر الريفيرا الفرنسية أو المالديف، ولكن بنكهة عربية مميزة. كما تتميز الجزيرة بتبنيها حلولاً مستدامة في الطاقة والمياه والنقل، مما يجعلها نموذجًا في السياحة البيئية الفاخرة. بالنسبة لعشاق البحر والغوص، توفر سندالة تجربة فريدة لاستكشاف أعماق البحر الأحمر، أحد أغنى الأنظمة البيئية البحرية في العالم.
تروجينا ووجهة الجبال المطلة على البحر
رغم أن تروجينا تُعرف بأنها وجهة جبلية داخل نيوم، إلا أن موقعها القريب من الساحل يمنحها مكانة خاصة ضمن الوجهات السياحية المتكاملة في المنطقة. فهي تقدم تجربة تجمع بين البرودة الجبلية والمناظر البحرية الخلابة في وقت واحد. تروجينا ليست منتجعًا عاديًا، بل مدينة مستقبلية ستستضيف فعاليات عالمية مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029. من هنا، يمكن للزائرين الانتقال بسهولة إلى السواحل القريبة، مما يجعل نيوم تجربة متنوعة تتجاوز الحدود التقليدية للسياحة. هذا التكامل بين البحر والجبل يعزز من هوية نيوم كمنطقة تجمع كل أنماط الجمال الطبيعي والتنوع البيئي في مكان واحد، لتكون وجهة مثالية لعشاق المغامرة والاستجمام معًا.
الخليج الفضي وأفق جديد للسياحة المستدامة
من أبرز المشاريع الساحلية المستقبلية في نيوم مشروع الخليج الفضي، الذي يُتوقع أن يكون أحد أعمدة السياحة المستدامة في المنطقة. يتميز هذا الخليج بشواطئه البيضاء ومياهه النقية، ويهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المنتجعات الساحلية من خلال الاعتماد الكامل على الطاقة النظيفة، وإدارة الموارد البيئية بذكاء. سيكون الخليج موطنًا للمنتجعات البيئية والفنادق الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب مخصصة للزوار، إلى جانب المراسي البحرية المجهزة لاستقبال اليخوت السياحية العالمية. ويعتمد تصميم المنطقة على الحفاظ على التوازن البيئي، بحيث لا تتأثر الحياة البحرية أو الشعاب المرجانية أثناء التطوير، وهو ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في السياحة المستقبلية.
تُعد الوجهات الساحلية في نيوم أكثر من مجرد مشروعات سياحية؛ إنها إعلان عن ولادة نمط جديد من الحياة على سواحل السعودية. هنا يلتقي البحر بالتكنولوجيا، وتُعيد الطبيعة رسم حدود الترفيه والاستدامة معًا. في المستقبل القريب، لن تكون نيوم وجهة للزيارة فقط، بل تجربة متكاملة تعيد تعريف معنى السفر والرفاهية في القرن الحادي والعشرين. ومع تقدم أعمال التطوير وافتتاح المزيد من المشاريع، يبدو أن المستقبل الذي وعدت به نيوم لم يعد ينتظر، بل بدأ فعلاً من على شواطئها المذهلة.

